هل أصبحت أباً ؟ أهذه أول مرة ؟ قد يكون هناك حالة من الصدمة تسيطر عليك حول تغير نمط حياتك بعد الولادة..
بالطبع لديك عدة تساؤلات تشغل ذهنك الآن ، متى سوف أستمتع بليلة نوم هادئة ، متى سآكل من يد زوجتي كل يوم مثلما كنت ؟ متى سأعود من عملي لأجد المنزل نظيف ومرتب مثلما كان؟ هل ستعود العلاقة الحميمية كما كانت قبل الولادة ؟ والعديد من الأسئلة الأخرى التي لن تجد لها أي إجابة بسهولة…
في حقيقة الأمر أنصحك ألا تنتظر أن تعود الحياة كما كانت بسهولة ، فيجب أن تعتاد الوضع عدة أشهر بعد الولادة خاصة في الأمور التالية:
- الحرمان من النوم بعد الولادة:
وجود مولود جديد في منزلك يعني عدم النوم بشكل كافي مثل ذي قبل، فهو يستيقظ في أي وقت من الليل أو ربما لن ينام طيلة الليل وقد يستمر صراخه وبكائه دون توقف ، فلو كنت من أصحاب النوم الخفيف فصيصعب عليك النوم ، ليس الأمر متعلق بزوجتك فقط فأنت أيضاً ستنال نصيباً من هذا التعب .
في يوم وليلة ستجد نفسك تستبدل كل أحلامك في جمع المال أو تحقيق بعض النجاح أو أي شىء آخر باستمتاعك بنوم هادئ ومتواصل طوال الليل فقط.
- الحياة الزوجية بينكما بعد الولادة:
-بالنسبة للعلاقة بشكل عام:
قد يصعب عليك في بادىء الأمر أن تجد زوجتك تسمعك وتنصت إليك مثلما كانت قبل ذلك ، قد تجدها منشغلة مع طفلها حتى وإن كنت تتحدث في أمر هام ، هذا شىء طبيعي فلا تشعر بالغيرة أو الإنزعاج .
ولكن عليك أن تختار بضع ساعات من الوقت حتى وإن كانت ليلة واحدة في الأسبوع، لقضاء وقتاً خاصاً معاً ، إدخل معها المطبخ واصنعوا عشاء خفيف سوياً أو مشاهدة فيلم من اختيارك، أوجد وقتاً لفتح مناقشة جادة بينكما دون أن يذهب النقاش حول الطفل ومصاريف المنزل، فهذه المبادرة ستعيد علاقتكما مثلما كانت في مسارها الصحيح وستُعيد الثقة لزوجتك مرة أخرى. وإذا فشلت في تخصيص هذا الوقت فالحضن يكفي .. هو وسيلة سهلة لكسب العلاقة من جديد بدون كلام.
-بالنسبة للعلاقة الجنسية:
بالطبع يجب أن تتجنب العلاقة حوالي 6 أسابيع بعد الولادة قد يكون أكثر أو أقل على حسب مدة النفاس التي استغرقتها زوجتك، وعندما تمر فترة النفاس فلا تتوقع أن تسترجع الحياة الجنسية شكلها الممتع بسهولة مثلما كانت قبل الولادة لأن زوجتك مازات منهكة من أثر الولادة وقد تكون بحاجة إلى المزيد من الراحة ، وهناك بعض الزوجات تتهرب من أزواجهن في ممارسة العلاقة الجنسية بعد الولادة بسبب عدم رضائهن عن شكل أجسامهن وعدم الثقة بأنفسهن.
كذلك استيقاظ طفلك وعدم انتظام مواعيد نومه في أول فترة بعد الولادة قد تكون سبباً في عرقلة الحياة الجنسية مثلما كانت، فطفلك قد يستيقظ في أي لحظة في اليوم ليخبركم بأنه جائع بصوت صراخ مرتفع يحتاج التدخل فوراً لإيقافه.
لذلك تأكد أن هذه الفترة ستمر وستعود لذة التقارب والود مع زوجتك بعد فترة من الولادة .
- كل شىء بعد الولادة سيأخذ وقتاً أطول :
بمجرد وصول طفلك.. فلن تجد الطعام في الوقت المحدد لتناوله ، قد تجد تأخيراً في غسيل بعض ملابسك ، قد لا تجد أي ملابس مكوية لارتدائها، ستنتظر زوجتك في كثير من الأمور وستجد تأخيراً في أسلوب حياتها حتى عند الخروج من المنزل فهي لا ترتدي ملابسها فقط، فهذا أمر طبيعي في البداية وسيقل تدريجياً مع الوقت .
كيف يكون لي دور فعال بعد الولادة ؟
بالرغم من هذه الصدمة التي تتفاجأ بها بعد الولادة مباشرةً ، إلا أن زوجتك لن يكون لها أي دور في مساعدتك على الخروج من هذه الحالة ، فهي بالفعل منهكة وعاجزة عن فعل أي شىء سوى العناية بطفلها الرضيع.
وهناك عدة أمور أساسية إن قمت بها فستشعر بروح المشاركة ويقل التوتر والقلق في هذه الفترة:
- اجعل تنويم الطفل هو دورك الأساسي ، فدورها يكمن في إرضاع الطفل وحمله طوال اليوم الوقت الذي تكون منهمكاً فيه في عملك .
- تحدث مع طفلك ، برغم أنه لن يستجيب لك لكن هذا الأمر سيقوي العلاقة بينكما تدريجياً.
- تجشئة طفلك ، هذه مهمة سهلة بعد مهمة الرضاعة الشاقة فلا تبخل على زوجتك بهذا الشىء.
- العب مع طفلك واجلس معه بعض الوقت لتترك زوجتك تفعل بعض المهام الأخرى.
- تغيير الحفاضة أيضاً ليس بالأمر المحال ، فيجب أن تتعلم كيفية تغييرها وقم بذلك من وقت لآخر فهذا سيسعد زوجتك وسيزيد قوة علاقتك مع طفلك.
أما إذا كنت تريد أن تأخد بعض الراحة من طفلك ، فيمكنك القيام بأمور أخرى مثل:
- غسل الملابس ونشرها على الحبل أو كيهّا .
- دخول المطبخ وطهي وجبة مميزة .
- غسل الصحون والمواعين.
- التسوق وشراء احتياجات المنزل.
- ترتيب المنزل .
وأخيراً عزيزي الأب قد تشعر في بعض اللحظات أن الأبوة ليست بالمسؤولية السهلة ، هذه الحقيقة …. لكنك ستعتاد الأمور تدريجياً وستحب هذه المعيشة رُغم صعوبتها لأنها أجمل بوجود طفل يحييها